rola المشرف
عدد المساهمات : 159 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 08/02/2010 العمر : 35 الموقع : https://masa14.yoo7.com
| موضوع: ***الأدباء العرب وإيران *** الأحد فبراير 21, 2010 6:53 am | |
| ***الأدباء العرب وإيران ***
الأستاذ الكاتب يوسف عزيزي
تاريخ التفاعل بين الشعوب العربية و الايرانية يعود الى مئات السنين اي الى قبل الاسلام؛ لكن العلاقات الثقافية و اللغوية و الادبية بين العرب و الفرس توطدت بعد ان خضعت الامبراطورية الفارسية الى سيطرة الفاتحين العرب المسلمين. [b] وقد ظهرت بعد ذلك حضارة اسلامية امتزجت في بوتقتها كل الحضارات التي سبقتها بما فيها التركية و الفارسية و العربية الجاهلية. وقد قربت هذه الحضارة بين قلوب الشعراء و الفلاسفة و العلماء والفنانين حيث كانوا يغادرون بلادنهم ليزوروا البلدان الاخرى لكسب المعرفة و العلم و السياحة. وفي القرنين الماضيين، حاولت الايديولوجيات القومية المتعصبة، خلق الحدود و الثغور المصطنعة غيرانها لم تتمكن ان تحول دون التفاعل بين الثقافات حيث و رغم العلاقات المقطوعة بين نظامي عبدالناصر و الشاه السابق، كان طه حسين يهتم بالادب الفارسي و يتحدث عنه و يكتب حوله. وهذا ما نشاهده في كتابه " حديث الاربعاء" وهو مجموعة احاديث كان يلقيها في الستينات من القرن المنصرم من اذاعة القاهرة حيث خصص قسم منه لكتاب " شاهنامة" الفردوسي. وهذا يؤكد ان الثقافة كالنور لايمكن لأي حدود و أنظمة و اسيجة مكهربة ان تمنعها من الدخول الى بلد ما. وقد كان طه حسين معجبا بملحمة الشاهنامة - رسالة الملوك – مما دفعه بالقيام لتعريفها و شرحها للقارئ المصري و العربي. ونرى نفس العلاقة بين الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي و ايران حيث نشاهد " قمر شيراز" و " الحلاج" و " نيشابور" و " اصفهان" و رموز ايرانية اخرى في شعره و ذلك بالرغم مما شاهدناه من عداء بين الانظمة العراقية و الايرانية خلال وجوده في العراق. يقول البياتي في ديوان " قمر شيراز": أجرح قلبي، أسقي من دمه شعري، تتألق جوهرة في قاع النهر الأنساني، تطير فراشات حمر، تولد من شعري: امرأة حاملة قمرا شيرازيا في سنبلة من ذهب مضفورا، يتوهج في عينيها عسل الغابات و حزن النار الأبدية، تنبت أجنحة في الليل لها، فتطير، لتوقظ شمسا نائمة في
حبات العرق المتلاليء فوق جبين العاشق، في حزن الألوان المخبوءة في اللوحات: امرأة حاملة قمرا
شيرازيا، في الليل تطير، تحاصر نومي، تجرح قلبي وقد وصف البياتي قمر شيراز دون ان يزورهذه المدينة الجميلة أو يراها؛ وقد بقى الامر حسرة في قلبه حتى زار ايران و مدينة اصفهان بالذات حيث كان يعشق اجواءها التاريخية و عمارتها الاسلامية. وقد توفي البياتي بعد ايام من زيارته لاصفهان اي بعد ان تحقق حلمه. فالشاعر العراقي الاخر الذي توله بايران هو محمد مهدي الجواهري حيث زارها عدة مرات كانت اولها في العام 1924 و آخرها في العام 1992 و افتتن بطبيعتها و اعجب بنضال جماهيرها. يقول الجواهري في قصيدة بريد الغربة (أو يوم شميرانات): هي "فارسُ" وهواؤها ريح الصَّبا وسماؤها الاغصان و الاوراق
وَلِعَت بها عشاقها و بلية
في الشرق إن وَلِعَت بها العشاق سالت بدفاق النضار بقاعها وعلى بنيها شحتِ الأرزاق
يابنت " كومرثٍ" أقلي فكرة فلقد أضر برأسك الإخفاق
وتطَّلعي تتبيني الفجر الذي تتوقعين و تنجلي الافاق كما له مطلع لقصيدة بعنوان" يوم الشهداء في ايران" نظمها بأمل ان تكمل، اثر انتفاضة الشعب الايراني على حكم الشاه عام 1951 التي أتت بمصدق إلي الحكم ليعلن تأميم النفط: سالت لتملي ما تشاء دماؤها وهوت لترفع شأنها شهداؤها وانصاع مخضوبا يركز نفسه مابين ألوية الشعوب لوأوها
ضاءت بالمهجات تفرش ارضها بالمكرمات النيرات سماؤها وتهز الانتفاضة ليس الجواهري فحسب بل وشاعر عربي آخر، هذه المرة من فلسطين و اعني توفيق زياد حيث يقول في قصيدته المعنونه "عبدان – حينما أمم الشعب الايراني نفطه" والذي انشدها عام 1951 اي عندما كان يقارع الشعب الايراني وخاصة عمال النفط في مدينة عبادان الواقعة جنوب ايران:
طلع الصباح على ربى عبدان
فاذا بها مخضوبة الأركان
واذا حقول الزيت تدفق ثورة
واذا جموع الشعب في غليان واذا الالوف على الشوارع تلتقي ومواكب الاحرار كالطوفان
انشودة التحرير ملء حلوقهم
وهتافهم للنصر كالبركان وتحفز التاريخ يرقب امة
تمشي على الاصفاد.. و القضبان!!
عبدان لاتخشي أزيز رصاصهم لاتحفلي بالموت في الميدان
فلأنت اقوى من حشود جيوشهم
ولأنت اقوى من لظى الطغيان وفيما ينظر توفيق زياد بنظرة شيوعية لمدينة عبادان العمالية ولايشير الى وجود بني جلدته هناك، نرى شاعر عربي اخر هو مظفر النواب ينظر لإمور تلك المنطقة وسكانها العرب الاهوازيين بنظرة اخرى. فهو يقول في المقطوعة التالية من ديوانه" وتريات ليلية": في العاشر من نيسان
نسيت على ابواب الاهواز عيوني وتجمع كل ذباب الطرقات على فمي الطفل ورأيت صبابا فارس يغسلن النهد بماء الصبح
وينتفض النهد كرأس القط من الغسل أموت بنهد، يحكم اكثر من كسرى في الليل
أموت بهن
تطلعن بخوف الطير الآمن في الماء
ألى قسوة ظلي - من هذا المتسربل في الليل بكل زهور النخل؟ تتأجج الشهوة من رؤيا النخل الحامل في الليل شبقا في لحم المرأة
كالسيف العذب الفحل؟؟!! من هذا الماسك كل زمام الأنهار يسيل على الغربات كعريّ الصبح
يراوغ كل الطرقات المألوفة في جنات الملح
يواجه ذئبية هذا العالم
لايحمل سكينا؟؟!! يا أبواب بساتين الأهواز!
أموت حنينا يا أبواب الاهواز! اموت حنينا ولاننسى الشاعر المصري احمد رامي الذي درس اللغة الفارسية في جامعة السوربون الفرنسية ليترجم رباعيات الخيام الى العربية لتغنيها مطربة العرب الكبرى ام كلثوم.
فانا متأكد ان هناك ادباء عرب اخرين، حنوا على ايران و عشقوا فنها و شعرها و جمال طبيعتها لم نشير اليهم في هذا المقال القصير.
[/b] | |
|