في شدة الفرح تدمع العين بدلا من أن تضحك وفي شدة الحزن ترى العين وقد جفت تماما من الدمع وبين دموع الفرح وجفاف العين عند الحزن نعيش حياتنا ونحن نتنقل من دمع الى دمع ومن ضحكة الى ضحكة ..وها انت تحب حبيبك ،تحبه إلى درجة أن حضوره يتبعك، ويتبعك غيابه أكثر ، وكأن كل شيء لم يعد شيئا ..ابتسامته الغائبة أصبحت كل شيء ..صوته المعلق في ذاكرة أذنك ..رائحته الباقية في ذاكرة أنفك ..درجة حرارة جسده ..بكاؤه ..صراخة ..غضبة ..طريقة سرده الحكاية الطرفة ..تلويحة يده وهو يتكلم ،مشيته ..كل شيء باق كجزء من مشاعرك في أدق تفصيل منها ،تلك المشاعر التي تغفو وتستيقظ دون أن تستأذن جسدك ..أنت منهك ،مريض ،تعمل ،تجلس مع أصدقائك لكنه معك ،بكله ،بكل شيء منه ،وكأنه لم يغادرك للحظة ..ماذا يفعل جسدك ؟ماذا عليه أن يفعل ؟هل يضحك عندما تسمع طرفة كنت قد سمعتها منه أم يبكي لأنك تسمعها من أحد غيره ؟..تدمع عيناك ،أم تجف عن الدمع ؟في الطريق سيكون حبيبك برفقتك ،مع أنك تسير وحدك ..في السرير هو في أحلامك مع أنك تنام وحدك ،على المائدة تتقاسم معه الطعام وحدك ..قدماك تقطعان اسفلت الشارع ، ويداك فارغتان إلا من الهواء ،لكن حبيبك يمسك بيد مشاعرك ،جسدك يستنجد دفء السرير ،لكن من يمنحك الدفء يستوطن مشاعرك ..جسدك ومشاعرك كل منهما يمتلك حنينا إليه .وكل منهما يريد أن يعبر عن هذا الحنين بطريقته الخاصة ..عندما تفرح تدمع عيناك ،وعندما تحزن تجفان من الدمع ..معادلة بسيطة يغربل فيها الشوق واللقاء كل حياتك كل شيء في حياتك ،وكأنهما معا يقولان لك إن كل شيء هو لاشيء في الوقت نفسه !!..وفي الوقت نفسه تعيش الشوق وكأنه لالقاء بعده ،وتعيش اللقاء وكأنه لافراق بعده ..وبعده ستعرف أنه لادمع يرضي فرحك ،ولاضحك يداري حزنك ،لأن جسدك ولأن روحك ،ولأن مشاعرك ..ليسوا لك فبعده لاشيء لك !!ولن يعود إليك شيء مما فقدت حتى يعود هو إليك ...